كتاب القول المفيد على كتاب التوحيد (اسم الجزء: 1)

وأن محمد عبده ورسوله.................................................
__________
وقولنا: ((فيما يختص به)) ، حتى نسلم من شبهات كثيرة، منها شبهات النافين للصفات، لأن النافين للصفات زعموا أن إثبات الصفات إشراك بالله عزوجل حيث قالوا: يلزم من ذلك التمثيل، لكننا نقول: للخالق صفات تختص به، وللمخلوق صفات تختص به.
قوله: " وأن محمدا عبده ورسوله": محمد: هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، القرشي، الهاشمي، خاتم النبيين.
وقوله: "عبده"; أي: ليس شريكا مع الله.
وقوله: "ورسوله"؟ أي: المبعوث بما أوحي إليه، فليس كاذبا على الله. فالرسول صلى الله عليه وسلم عبد مربوب، جميع خصائص البشرية تلحقه ما عدا شيئا واحدا، وهو ما يعود إلى أسافل الأخلاق، فهو معصوم منه، قال تعالى: {قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرّاً إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ} 1 وقال تعالى: {قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلا رَشَداً قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً} 2 فهو بشر مثلنا، إلا أنه يوحى إليه، قال تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ} 3 ومن قال: إن الرسول صلى الله عليه وسلم ليس له ظل، أو أن نوره يطفئ ظله إذا مشى في الشمس، فكله كذب باطل، ولهذا قالت عائشة رضي الله عنها: " كنت أمد رجلي بين يديه وتعتذر بأن البيوت ليست فيها مصابيح "4، فلو كان النبي صلى الله عليه وسلم له نور، لم تعتذر رضي الله عنها، ولكنه الغلو الذي أفسد الدين والدنيا. والعياذ بالله.
ومن الغلو قول البوصيري في "البردة" المشهورة:
__________
1 سورة الأعراف آية: 188.
2 سورة الجن آية: 21، 22.
3 سورة الكهف آية: 110.
4 أخرجه البخاري (513) ومسلم (512) .

الصفحة 68