كتاب القول المفيد على كتاب التوحيد (اسم الجزء: 1)

به قال: قل يا موسى: لا إله إلا الله. قال: يا رب كل عبادك يقولون هذا؟ قال: يا موسى! لو أن السماوات السبع وعامرهن غيري والأرضين السبع في كفة،................................................................
__________
1. ذكر الله.
2. دعاؤه. فأجاب الله بقوله: "قل لا إله إلا الله"، وهذه الجملة ذكر متضمن للدعاء، لأن الذاكر يريد رضا الله عنه، والوصول إلى دار كرامته، إذن، فهو ذكر متضمن للدعاء، قال الشاعر:
أأذكر حاجتي أم قد كفاني ... حباؤك إن شيمتك الحباء
يعني: عطاؤك.
واستشهد ابن عباس على أن الذكر بمعنى الدعاء بقول الشاعر:
إذا أثنى عليك العبد يوما ... كفاه من تعرضه الثناء
قوله: "كل عبادك يقولون هذا": ليس المعنى أنها كلمة هينة كل يقولها، لأن موسى عليه الصلاة والسلام يعلم عظم هذه الكلمة، ولكنه أراد شيئا يختص به، لأن تخصيص الإنسان بالأمر يدل على منقبة له ورفعة; فبين الله لموسى أنه مهما أعطي فلن يعطى أفضل من هذه الكلمة، وأن لا إله إلا الله أعظم من السماوات والأرض وما فيهن، لأنها تميل بهن وترجح، فدل ذلك على فضل لا إله إلا الله وعظمها لكن لا بد من الإتيان بشروطها، أما مجرد أن يقولها القائل بلسانه، فكم من إنسان يقولها لكنها عنده كالريشة لا تساوي شيئا، لأنه لم يقلها على الوجه الذي تمت به الشروط وانتفت به الموانع.
قوله: " والأرضين السبع": في بعض النسخ بالرفع، وهذا لا يصلح، لأنه إذا عطف على اسم أن قبل استكمال الخبر وجب النصب.

الصفحة 79