كتاب القول المفيد على كتاب التوحيد (اسم الجزء: 1)

و (لا إله إلا الله) في كفة، مالت بهن لا إله إلا الله " رواه ابن حبان والحاكم وصححه1.
وللترمذي وحسنه عن أنس: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " قال الله تعالى: يا ابن آدم!.............................................................
__________
قوله: "مالت": أي: رجحت حتى يملن. قوله: "عامرهن": أي: ساكنهن، فالعامر للشيء هو الذي عمر به الشيء.
قوله: "غيري": استثنى نفسه تبارك وتعالى، لأن قول لا إله إلا الله ثناء عليه، والمثنى عليه أعظم من الثناء، وهنا يجب أن تعرف أن كون الله تعالى في السماء ليس ككون الملائكة في السماء، فكون الملائكة في السماء كون حاجي، فهم ساكنون في السماء لأنهم محتاجون إلى السماء، لكن الرب تبارك وتعالى ليس محتاجا إليها، بل إن السماء وغير السماء محتاج إلى الله تعالى، فلا يظن ظانّ أن السماء تُقِلُّ الله أو تُظِلُّهُ أو تحيط به، وعليه، فالسماوات باعتبار الملائكة أمكنة مقلة للملائكة، وما فوقهم منها مُظِلٌّ لهم، أما بالنسبة لله فهي جهة لأن الله تعالى مستو على عرشه، لا يُقِلُّه شيء من خلقه.
قوله: " قال الله تعالى: يا ابن آدم ... " إلخ: هذا من الأحاديث القدسية، والحديث القدسي: ما رواه النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه، وقد أدخله
__________
1 رواه: ابن حبان برقم (2324) , والحاكم (1/528) - وصححه ووافقه الذهبي-, والبيهقي في "الأسماء والصفات" (ص 102) . وعزاه الهيثمي في "المجمع" (10/82) لأبي يعلى, وقال: "رجاله وثقوا على ضعف فيهم". وفي إسناده دراج بن سمعان, أبو السمح, وهو ضعيف. انظر: "تقريب التهذيب" (1/235) .

الصفحة 80