كتاب القول المفيد على كتاب التوحيد (اسم الجزء: 1)

لو أتيتني بقراب الأرض خطايا، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا، لأتيتك بقرابها مغفرة " 1.
__________
(فائدة) :
إذا انتهى سند الحديث إلى الله تعالى سمي (قدسيا) ، لقدسيته وفضله، وإذا انتهى إلى الرسول صلى الله عليه وسلم سمي مرفوعا، وإذا انتهى إلى الصحابي سمي موقوفا، وإذا انتهى إلى التابعي فمن بعده سمي مقطوعا.
قوله: "بقراب الأرض ": أي: ما يقاربها، إما ملئا، أو ثقلا، أو حجما. قوله: "خطايا": جمع خطيئة، وهي الذنب، والخطايا الذنوب، ولو كانت صغيرة، لقوله تعالى: {بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ} [البقرة: 81] . قوله: "لا تشرك بي شيئا": جملة "لا تشرك" في موضع نصب على الحال من التاء، أي: لقيتني في حال لا تشرك بي شيئا.
قوله: "شيئا": نكرة في سياق النفي تفيد العموم، أي: لا شركا أصغر ولا أكبر. وهذا قيد عظيم قد يتهاون به الإنسان، ويقول: أنا غير مشرك وهو لا يدري، فحب المال مثلا بحيث يلهي عن طاعة الله من الإشراك، قال النبي صلى الله عليه وسلم " تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم، تعس عبد الخمصية، تعس عبد الخميلة ... "2 الحديث.
__________
1 رواه: الترمذي (الدعوات, باب فضل التوبة والاستغفار, (5/548) رقم (3540) , وله شاهد عند مسلم (2687) من حديث أبي ذر.
2 البخاري: الرقاق (6435) , وابن ماجه: الزهد (4136) .

الصفحة 84