كتاب القول المفيد على كتاب التوحيد (اسم الجزء: 2)

يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر رجل إليه (، رواه أحمد (1) .
__________
فالَجِليّ: ما كان بالقول مثل: الحلف بغير الله أو قول ما شاء الله وشئت، أو بالفعل مثل: الانحناء لغير الله تعظيما.
والخفي: ما كان في القلب، مثل الرياء; لأنه لا يبين; إذ لا يعلم ما في القلوب إلا الله، ويسمى أيضا "شرك السرائر"، وهذا هو الذي بينه الله بقوله: {يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ} ، [الطارق:9] ؛ لأن الحساب يوم القيامة على السرائر، قال تعالى: {أَفَلا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ، وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ} ، [العاديات:9-10] .
وفي الحديث الصحيح فيمن كان يأمر بالمعروف ولا يفعله وينهى عن المنكر ويفعله: أنه " يلقى في النار حتى تندلق أقتاب بطنه، فيدور عليها كما يدور الحمار برحاه، فيجتمع عليه أهل النار، فيسألونه، فيخبرهم أنه كان يأمر بالمعروف ولا يفعله، وينهى عن المنكر ويفعله (2) ".
قوله: " يقوم الرجل، فيصلي، فيزين صلاته ": يتساوى في ذلك الرجل والمرأة، والتخصيص هنا يسمى مفهوم اللقب، أي أن الحكم يعلق بما هو أشرف، لا لقصد التخصيص، ولكن لضرب المثل.
وقوله: " فيزين صلاته ": أي: يحسنها بالطمأنينة، ورفع اليدين عند التكبير، ونحو ذلك.
قوله: " لما يرى من نظر رجل إليه ": " ما" موصولة، وحذف العائد;
__________
(1) أخرجه أحمد (3/30) , وابن ماجه في (الزهد, باب الرياء والسمعة/2/1406) ,- وقال في "الزوائد": "إسناده حسن, وكثير بن زيد وربيح بن عبد الرحمن مختلف فيهما"-, وأخرجه الحاكم (4/329) وصححه.
(2) أخرجه البخاري في (بدء الخلق, باب صفة النار/2/436) , ومسلم في (الزهد, باب عقوبة من يأمر بمعروف ولا يفعله/4/2290) .

الصفحة 133