كتاب القول المفيد على كتاب التوحيد (اسم الجزء: 2)

ولهما عن ابن عباس: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " كل مصور في النار، يجعل له بكل صورة صورها نفس يعذب بها في جهنم "1.
__________
الرابع: أن هذا من باب الوعيد الذي يطلق لتنفير النفوس عنه، ولم أر من قال بهذا، ولو قيل بهذا; لسلمنا من هذه الإيرادات، وعلى كل حال ليس لنا أن نقول إلا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم " أشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يضاهئون بخلق الله ".
قوله: "ولهما": أي: للبخاري ومسلم.
قوله: " كل مصور في النار ": "كل": من أعظم ألفاظ العموم، وأصلها من الإكليل، وهو ما يحيط بالشيء، ومنه الكلالة في الميراث للحواشي التي تحيط بالإنسان. فيشمل من صور الإنسان أو الحيوان أو الأشجار أو البحار، لكن قوله: " يجعل له بكل صورة صورها نفسا " يدل على أن المراد صورة ذوات النفوس; أي: ما فيه روح.
قوله: "يجعل له بكل صورة صورها نفس": الحديث في "مسلم" وليس في "الصحيحين"، لكنه بلفظ "يجعل" بالبناء للفاعل، وعلى هذا تكون "نفسا" بالنصب، وتمامه: فتعذبه في جهنم.
قوله: " يعذب بها ": كيفية التعذيب ستأتي في الحديث الذي بعده أنه يكلف أن ينفخ فيها الروح وليس بنافخ.
وقوله: " كل مصور في النار ": أي: كائن في النار. وهذه الكينونة
__________
1 أخرجه: البخاري (5963) , ومسلم (2110) .

الصفحة 445