ورجل جعل الله بضاعته; لا يشتري إلا بيمينه، ولا يبيع إلا بيمينه (2 رواه الطبراني بسند صحيح.
__________
فَأَغْنَى} 1؛ فالمقابلة هنا في قوله: "فأغنى" بينت أن معنى عائلا: فقيرا.
والاستكبار: الترفع والتعاظم، وهو نوعان:
- استكبار عن الحق بأن يرده أو يترفع عن القيام به.
- واستكبار على الخلق باحتقارهم واستذلالهم; كما قال النبي صلى الله عليه وسلم " الكبر بطر الحق وغمط الناس "3.
فالفقير داعي الاستكبار عنده ضعيف، فيكون استكباره دليلا على ضعف إيمانه وخبث طويته، ولذلك كانت عقوبته أشد.
قوله: " ورجل جعل الله بضاعته; لا يشتري إلا بيمينه، ولا يبيع إلا بيمينه ": أي: جعل الحلف بالله بضاعة له، وإنما ساغ التأويل هنا; لأن النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي فسره بذلك، حيث قال: "لا يشتري إلا بيمينه ... "، وإذا كان المتكلم هو الذي أخرج كلامه عن ظاهره; فهو أعلم بمراده، وهذا كما في الحديث القدسي: " عبدي! استطعمتك فلم تطعمني، استسقيتك فلم تسقني "4 فبينه الله عز وجل بقوله: " عبدي فلان جاع فلم تطعمه، استسقاك فلم تسقه ".
فقوله: "لا يشتري إلا بيمينه، ولا يبيع إلا بيمينه " استئنافية
__________
1 سورة الضحى آية: 8.
2 أخرجه: الطبراني في "الكبير" (6111) , و "الصغير" (2/21) , و"الأوسط"; كما في "المجمع". وقال المنذري في "الترغيب" (2/587) , والهيثمي في "المجمع" (4/78) : "ورواته محتج بهم في الصحيح".
3 أخرجه: مسلم في (الإيمان, باب تحريم الكبر, 1/93) ; عن ابن مسعود رضي الله عنه.
4 مسلم: البر والصلة والآداب (2569) .
5 سبق (ص 344) .