ولا تقتلوا وليدا. وإذا لقيت عدوك.....................................
__________
قوله: " ولا تقتلوا وليدا ": أي: لا تقتلوا صغيرا; لأنه لا يقاتل، ولأنه ربما يسلم وورد في أحاديث أخرى: أنه لا يقتل راهب ولا شيخ فإن ولا امرأة1 إلا أن يقاتلوا، أو يحرضوا على القتال، أو يكون لهم رأي في الحرب، كما قتل دريد بن الصمة في غزوة ثقيف مع كبره وعماه2.
واستدل بهذا الحديث أن القتال ليس لأجل أن يسلموا، ولكنه لحماية الإسلام، بدليل أننا لا نقتل هؤلاء، ولو كان من أجل ذلك لقتلناهم إذا لم يسلموا، ورجح شيخ الإسلام هذا القول، وله رسالة في ذلك اسمها "قتال الكفار".
قوله: " وإذا لقيت عدوك ": أي: قابلته أو وجدته، وبدأ بذكر العداوة تهييجا لقتالهم; لأنك إذا علمت أنهم أعداء لك; فإن ذلك يدعوك
__________
1 حديث ابن عمر رضي الله عنهما: "أن امرأة وجدت في بعض مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم مقتولة; فأنكر رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل النساء والصبيان". أخرجه: البخاري في (الجهاد, باب قتل الصبيان, 2/362) , ومسلم في (الجهاد, باب تحريم قتل النساء, 3/1364) . وحديث أنس رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: انطلقوا باسم الله, وبالله, وعلى ملة رسول الله, ولا تقتلوا شيخا فانيا, ولا طفلا, ولا صغيرا, ولا امرأة ... ". أخرجه: أبو داود في (الجهاد, باب في دعاء المشركين, 3/86) . وقال الشوكاني في "النيل" (7/246) : "وحديث أنس في إسناده خالد الفِزْر, وليس بذلك". وحديث ابن عباس رضي الله عنهما, وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تغدروا, ولا تغلوا, ولا تقتلوا الولدان ولا أصحاب الصوامع أخرجه: أحمد (1/300) , والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/225) . وقال ابن حجر في "التلخيص الحبير" (2/103) : "وفي إسناده إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة, وهو ضعيف".
2 أخرجه: البخاري في (المغازي, باب غزوة أوطاس, 3/156) .