كتاب القول المفيد على كتاب التوحيد (اسم الجزء: 2)

......................................................................
__________
واخترنا هذه العبارة، لأنه قد يتغير الاجتهاد، ويأتي أمير آخر فيحارب هؤلاء أو غيرهم ثم يتغير الحكم; فيقول الكفار: إن أحكام المسلمين متناقضة.
ويستفاد من هذا الحديث ما يلي:
1- تحريم التمثيل، والغلول، والغدر، وقتل الوليد وقد سبق الكلام عليه.
2- يشرع للإمام بعث الجيوش والسرايا
3- لا يجوز القتال قبل الدعوة لأنه جعل القتال آخر مرحلة. وأما ما ورد في "الصحيح" أن النبي صلى الله عليه وسلم أغار على بني المصطلق وهم غارون1 فقد أجيب: أن هؤلاء قد بلغتهم الدعوة، ودعوة من بلغتهم الدعوة سنة لا واجبة، ويرجع فيها للمصلحة.
4- جواز أخذ الجزية من غير اليهود والنصارى والمجوس لأن أهل الكتاب نص القرآن على أخذها منهم، والمجوس وردت به السنة، وأما ما عدا هؤلاء; فاختلف أهل العلم:
فقيل: لا تأخذ من غير هؤلاء، وقيل: لا تؤخذ من مشركي العرب; لأن فيها إذلالا. والصحيح أنها تؤخذ من جميع الكفار; لعموم قوله صلى الله عليه وسلم " من كفر بالله "، ولم يقل: اليهود والنصارى.
5- الإشارة إلى أن القتال ليس لإكراه الناس على أن يدخلوا في
__________
1 أخرجه: البخاري في (العتق, باب من ملك من العرب رقيقا, 2/218) , ومسلم في (الجهاد, باب جواز الإغارة على الكفار, 3/1356) ; من حديث ابن عمر رضي الله عنه.

الصفحة 490