كتاب القول المفيد على كتاب التوحيد (اسم الجزء: 2)

......................................................................
__________
عَلَى عَبْدِهِ} ووصفه بها في مقام الإسراء، قال تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً} 1 ووصفه بها في مقام المعراج، قال تعالى: {فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى} 2 ووصفه بها في مقام الدفاع عنه والتحدي، قال تعالى: {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا} 3.
وكذلك بالنسبة للأنبياء، كقوله تعالى: {ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً} 4 وهذه العبودية خاصة، وهي أعلى أنواع الخاصة. والعبودية لله من أجل أوصاف الإنسان; لأن الإنسان إما أن يعبد الله أو الشيطان، قال تعالى: {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ} 5 قال ابن القيم:
هربوا من الرق الذي خلقوا له ... فبلوا برق النفس والشيطان
وقال الشاعر:
لا تدعني إلا بيا عبدها ... فإنه أشرف أسمائي
"ورسوله": أي: المرسل من عنده إلى جميع الناس، كما قال تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً} 6.
ورسول الله صلى الله عليه وسلم في قمة الطبقات الصالحة، قال تعالى: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً} 7 والنبيون فيهم الرسول صلى الله عليه وسلم بل هو أفضلهم، ومن عبارة المؤلف رحمه الله في الرسول صلى الله عليه وسلم "عبد لا يعبد، ورسول لا يكذب".
__________
1 سورة الإسراء آية: 1.
2 سورة النجم آية: 10.
3 سورة البقرة آية: 23.
4 سورة الإسراء آية: 3.
5 سورة آية: 60-61.
6 سورة الأعراف آية: 158.
7 سورة النساء آية: 69.

الصفحة 520