كتاب القول المفيد على كتاب التوحيد (اسم الجزء: 2)

ولهما عنه، قال: قال رسول الله: (ثلاث من كن فيه
__________
الإنسان إذا لم يطف طواف الإفاضة، قبل أن تغرب الشمس يوم العيد; فإنه يعود محرما! فإن هذا الحديث (1) ، وإن كان ظاهر سنده الصحة; لكنه ضعيف وشاذ، ولهذا لم يذكر أنه عمل به إلا رجل أو رجلان من التابعين، وإلا فالأمة على خلافه، فمثل هذه الأحاديث يجب أن يتحرى الإنسان فيها ويتثبت، ولا نقول: إنها لا يمكن أن تكون صحيحة.
مناسبة هذا الحديث للباب:
مناسبة هذا الحديث ظاهرة; إذ محبة الرسول (من محبة الله، ولأنه إذا كان لا يكمل الإيمان حتى يكون الرسول (أحب إلى الإنسان من نفسه والناس أجمعين; فمحبة الله أولى وأعظم.
قوله في حديث أنس الثاني: " ثلاث من كن فيه ": أي: ثلاث خصال، و "كن" بمعنى وجدن فيه.
وإعراب "ثلاث": مبتدأ، وجاز الابتداء بها لأنها مفيدة على حد قول ابن مالك:
ولا يجوز الابتدا بالنكرة ... ما لم تفد...... (2)
وقوله: "من كن فيه": "من": شرطية، و"كن": أصلها كان; فتكون فعلا ماضيا ناسخا، والنون اسمها، و"فيه": خبرها.
__________
(1) أخرجه أبو داود (باب الإفاضة في الحج/3/508) . وقال المنذري في "مختصر السنن" (2/ 428) : "في إسناده محمد بن إسحاق, وقد تقدم الكلام عليه". وانظر: "تهذيب السنن" لابن القيم (2/427) .
(2) "ألفيه ابن مالك" (ص16) .

الصفحة 53