..........................................................................................
__________
الخوف، لكنها أخص منه، والفرق بينهما:
1- أن الخشية تكون مع العلم بالمخشي وحاله; لقوله تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} ، [فاطر: من الآية28] ، والخوف قد يكون من الجاهل.
2- أن الخشية تكون بسبب عظمة المخشي، بخلاف الخوف; فقد يكون من ضعف الخائف لا من قوة المخوف.
قوله: {فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ} ، [التوبة: من الآية18] ، قال ابن عباس: (عسى من الله واجبة ((1) وجاءت بصيغة الترجي; لئلا يأخذ الإنسان الغرور بأنه حصل على هذا الوصف، وهذا كقوله تعالى: {إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلاً، فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوّاً غَفُوراً} ، [النساء:98-99] ، فالله لا يكلف نفسا إلا وسعها; فالذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا جديرون بالعفو.
الشاهد من الآية: قوله: {وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ} ؛ ولهذا قال تعالى: {فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ} ، ومن علامات صدق الإيمان أن لا يخشى إلا الله في كل ما يقول ويفعل. ومن أراد أن يصحح هذا المسير; فليتأمل قول الرسول ((واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ((2) .
__________
(1) أخرجه البيهقي (9/ 13) , وأورده السيوطي في "الدر المنثور" (1/ 587) , وفي "الإتقان" (ص 214) . وإسناده صحيح. انظر صحيفة علي بن أبي طالب: (ص 72- 73) .
(2) أخرجه الإمام أحمد (1/ 293, 307) , والترمذي في (صفة القيامة, باب "ولكن يا حنظلة ساعة وساعة"/8/ 203) - وقال: "حسن صحيح" وأخرجه أيضا: عبد بن حميد (635) , والطبراني في "الكبير" (12988, 12989, 11243, 11416, 11560) , وأبو نعيم في "الحلية" (1/ 314) و "أخبار أصفهان" 21/ 204) . وقال ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" (ص 161) : "وبكل حال; فطريق حنش التي خرجها الترمذي حسنة جيدة". وانظر: "المشكاة (3/ 1459) .