كتاب كناشة النوادر
المريضة - بتطوير الكتابة العربية والرسم العربي وافتنوا في ذلك فنونا هزيلة هازلة باعتصار رءوسهم الدليلة لتبتدع حروفا جديدة للطباعة ولصندوق الحروف الطباعية وللرسم العربي والإملاء العربي فباءوا بخزي بالغ وكاد نباحهم البغيض ان يختفي من الوجود ولم يستطيعوا ان يحققوا مأرب سادتهم الذين ارادوا في خدعة خفيت علي عبيدهم وهي ظاهرة واضحة لنا ان يقطعوا الصلة بيننا وبين تراثنا العربي بمختلف مقوماته التاريخية والدينية واللغوية والأدبية.
وخلقنا الله احرارا فلم نقع في اسرهم ولا نالت ايدهم ورماحهم مما وطنا انفسنا عليه من حفاظ علي مقوماتنا الخالدة فكان اتجاهنا قديما - نحن الشبان الأحرار - كاتجاه الشعوب العريقة ان نحترم تراثنا احتراما لنبني عليه حاضرا تحفه السلامة والقوة والعزة والكرامة وكان النصر لنا.
من هنا كان حرصنا علي هذا التراث العربي الذي هو مفخرة الدنيا بين السوالف التراث في كل الدني.
واكبنا التطور العالمي في مختلف زواياه المعاصرة لم نتخلف عنه وفي ايماننا وقلوبنا تراثنا نحرص عليه حرص الشحيح علي ماله وبدأنا نجلوه علي ضوء العصر في امانة ونكشف الكنوز منه كنزا اثر كنز فاذا العرب والأسلاف والفكر العربي في الذري واذا امس واليوم قرنان متقاربان ومن يشابه ابه فما ظلم.
وكانت: كناشة النوادر التي اقدم اليوم طاقة منها جزءا من تلك الصورة المشرقة للتفكير العربي العزيز واالحضارة الإسلامية الفارعة وتحفة لمن يؤمن بتراثه وهاديا لم ضل به الطريق عن الإيمان بمعدنه الأصيل وسالفه المضئ والحمد لله علي ما انعم
عبد السلام محمد هارون
غرة ربيع الثانى 1405 هـ
23من ديسمبر 1984 م
الصفحة 4
176