كتاب الشافية في علمي التصريف والخط

فإن فقد الاشتقاق فبخروجها عن الأصول، كتاء (تتفل) و (ترتب)، وكنون (كنتأل) و (كنهبل)، بخلاف (كنهور)، ونون (خنفساء) و (قنفخر) (¬1)، أو بخروج زنة أخرى لها، كتاء (تتفل) و (ترتب) مع (تتفل) و (ترتب)، ونون (قنفخر) مع (قنفخر) و (خنفساء) مع (خنفساء)، وهمزة (ألنجج) مع (ألنجوج).
فإن خرجتا معا فزائد أيضا، كنون (نرجس) و (حنطأو) (¬2)، ونون (جندب) إذا لم يثبت جخدب، إلاّ أن تشذّ الزّيادة، كميم (مرزنجوش) دون نونها؛ إذ لم تزد الميم أوّلا خامسة، ونون (برناساء)، وأما (كنأبيل) فمثل خزعبيل.
فإن لم تخرج فبالغلبة، كالتّضعيف في موضع أو موضعين مع ثلاثة أصول للإلحاق وغيره، ك‍ (قردد) و (مرمريس) و (عصبصب) و (همّرش)، وعند الأخفش أصله هنمرش كجحمرش؛ لعدم فعّلل، قال: ولذلك لم يظهروا.
والزّائد في نحو (كرّم) الثّاني، وقال الخليل: الأوّل، وجوّز سيبويه الأمرين.
ولا تضاعف الفاء وحدها، ونحو (زلزل) و (صيصة) و (قوقيت) و (ضوضيت) رباعيّ وليس بتكرير لفاء ولا عين؛ للفصل، ولا بذي زيادة لأحد حرفي اللّين؛ لرفع التّحكّم، وكذلك (سلسبيل) خماسيّ على الأكثر، وقال الكوفيّون: (زلزل) من زلّ، و (صرصر) من صرّ، و (دمدم) من دمّ؛ لاتّفاق المعنى.
وكالهمزة أوّلا مع ثلاثة أصول فقط، ف‍ (أفكل): أفعل، والمخالف مخطئ، و (إصطبل): فعللّ، كقرطعب.
والميم كذلك، ومطّردة في الجاري على الفعل.
والياء زيدت مع ثلاثة فصاعدا، إلاّ في أوّل الرّباعيّ إلاّ فيما يجري على الفعل، ولذلك كان (يستعور) ك‍ (عضرفوط)، و (سلحفية) فعلّية.
والواو والألف زيدتا مع ثلاثة فصاعدا، إلاّ في الأوّل، ولذلك كان (ورنتل) ك‍ (جحنفل).
والنّون كثرت بعد الألف آخرا، أو ثالثة ساكنة، نحو (شرنبث) و (عرند)، واطّردت في المضارع والمطاوع.
¬_________
(¬1) القنفخر: التارّ الناعم الضخم الجثة.
(¬2) الحنطأو: العظيم البطن، أو القصير، وقيل: العظيم.

الصفحة 83