كتاب السنة لابن أبي عاصم ومعها ظلال الجنة للألباني

فَلا تَكُونُ الْخِلافَةُ فِيهِمْ أَبَدًا.
1300 - ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ابْنُ أَخِي حَزْمٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ حَدَّثَتْنِي فَاطِمَةُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَدَّثَتْنِي أُمِّي قَالَتْ: دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ فَقُلْتُ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ بَعْضَ بَنِيكِ أَرْسَلَنِي إِلَيْكِ يَسْأَلُكِ عَنْ عُثْمَانَ فَإِنَّ النَّاسَ قَدْ أَكْثَرُوا فِيهِ وَشَتَمُوهُ قَالَتْ: لَعَنَ اللَّهُ مَنْ لَعَنَهُ وَشَتَمَهُ لَقَدْ رَأَيْتُنِي وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاضِعٌ رَأْسَهُ فِي حِجْرِي يُوحَى إِلَيْهِ كُلَّ الْقُرْآنِ وَيَقُولُ: "اكْتُبْ يَا عُثَيْمُ" فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُنْزِلَهُ هَذِهِ الْمَنْزِلَةَ مِنْ رَسُولِهِ إِلا وَهُوَ كَرِيمٌ عَلَيْهِ.
1301 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ هَارُونَ بْنِ عَنْتَرَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: فَدَخَلَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ عَلَى عُثْمَانَ فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ يَا ابْنَ أَخِي أَنْشُدُكَ بِاللَّهِ هَلْ تَعْلَمُ أَنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَوَّجَنِي ابْنَتَيْهِ إِحْدَاهُمَا بَعْدَ الأُخْرَى ثُمَّ قَالَ: "أَلا أَبَا أَيِّمٍ أَلا أَخَا أَيِّمٍ يُزَوِّجُهَا عُثْمَانَ فَلَوْ كَانَ عِنْدَنَا شَيْءٌ زَوَّجْنَاهُ". وَنَزَلَتْ بِيعَةُ الرِّضْوَانِ فَبَايَعَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدَيْهِ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَالَ: "هَذِهِ لِي وَهَذِهِ لِعُثْمَانَ" فَكَانَتْ يَدُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أظهر وَأَطْيَبَ مَنْ يَدِي. قَالَ: نَعَمْ. قَالَ فَأَنْشُدُكَ اللَّهَ: هَلْ تَعْلَمُ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
"مَنْ يشْتَرِي هَذَا النَّخْلَ فَيُقِيمَ بِهِ قِبْلَةَ الْمَسْجِدِ وَضَمَنَهُ لَهُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَخْلا فِي الْجَنَّةِ"؟. قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَأَنْشُدُكَ اللَّهَ هَلْ تَعْلَمُ أَنَّ الْمُسْلِمِينَ جَاعُوا جُوعًا شَدِيدًا فَجِئْتُ بِالأَنْطَاعِ فَبَسَطْتُهَا ثُمَّ صَبَبْتُ عَلَيْهَا الْحَوَارِيَّ ثُمَّ جِئْتُ بِالسَّمْنِ وَالْعَسَلِ فَخَلَطْتُهُ بِهِ وَكَانَ أَوَّلَ خَبِيصٍ أَكَلُوا فِي الإِسْلامِ. قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَأَنْشُدُكَ بِاللَّهِ هَلْ تَعْلَمُ أَنَّ الْمُسْلِمِينَ ظَمِئُوا ظَمَأً شَدِيدًا فَاحْتَفَرْتُ بِئْرًا فَأَعْطَيْتُ عَبْدِي النَّفَقَةَ ثُمَّ تَصَدَّقْتُ بِهَا عَلَى الْمُسْلِمِينَ الضَّعِيفُ فِيهَا وَالْقَوِيُّ سَوَاءٌ. قَالَ: نَعَمْ قَالَ فَأَنْشُدُكَ بِاللَّهِ هَلْ تَعْلَمُ أَنَّ الْمَسِيرَةَ انْقَطَعَتْ عَنِ الْمَدِينَةِ حَتَّى جَاعَ النَّاسُ فخرجت إلى بقيع الغردق فَوَجَدْتُ خَمْسَةَ عَشْرَ رَاحِلَةً عَلَيْهَا طَعَامٌ فَاشْتَرَيْتُهَا وَحَبَسْتُ مِنْهَا ثَلاثَةً وَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم باثني عَشْرَ رَاحِلَةً فَدَعَا لِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: "بَارِكَ اللَّهُ لَكَ فِيمَا أَعْطَيْتَ وَبَارَكَ لَكَ فِيمَا أَمْسَكْتَ". قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَأَنْشُدُكَ اللَّهَ هَلْ تَعْلَمُ أَنِّي أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَلْفٍ أَصْفَرَ فَصَبَبْتُهَا فِي حِجْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ اسْتَعِنْ بِهَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا ضَرَّ عُثْمَانَ

الصفحة 592