كتاب الكوكب المنير في شرح الألفية بالتشطير

وتقريراتٍ وتقييداتٍ وتعليقاتٍ، وحوّلها بعضهم إلى نثر، وغير ذلك من ألوان العناية والاهتمام بهذا الكتاب المبارك (¬١).
ويمكن القول إن أول شرح للألفية كان شرح ابن الناظم (¬٢)، ثم تلاه شروحات مَن بعده، وتصدى للألفية جهابذة العلماء كأبي حيان والمرادي والشاطبي والمكودي وابن عقيل وابن هشام.
لكن هذه الشروح كلها كانت على هيئة واحدة وهي الشرح المنثور، إلا أن التراث حفظ لنا شرحًا بديعًا عظيمًا، غريبًا في بابه، لم يُنسج على منواله، وهو شرح الإمام بدر الدين الغزي المسمى "البهجة الوفية بحجة الخلاصة الألفية"، وهو شرح منظوم في عشرة آلاف بيت ونيف وخمسين بيتًا، وقد حققته من قبلُ وطُبع مع صناعة دراسة وافية شافية لهذا السفر المبارك.
ويندرج تحت هذا النوع البديع كتاب (الكوكب المنير) الذي نحن بصدد تحقيقه، وهو شرح بالتشطير على ألفية ابن مالك، والتشطير أن يعمد الناظم إلى البيت فيضع لصدره عجزًا من عنده، ويضع لعجزه صدرًا من عنده، فيصبح البيت بيتين، ومثال ذلك قول ابن مالك:
قال محمد هو ابن مالك ... أحمد ربي الله خير مالك

فقد جاء الإمام عبد الجليل وشطّر هذا البيت قائلًا:
قال محمد هو ابن مالك ... العالم الأندلسي من سالكي ...
رأي الإمام الشافعي الناسك ... أحمد ربي الله خير مالك

واللهَ أسأل التوفيق والسداد في القول والعمل، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين.
حمزة مصطفى حسن أبو توهة
مدينة غزة
٢٨\ ٣\٢٠١٩
_________
(¬١) انظر: كشف الظنون ١\ ١٥٢.
(¬٢) انظر: نشأة النحو ٢٣١ والوسيط في تاريخ النحو العربي ٢٠٦.

الصفحة 6