كتاب الفوائد والأخبار لابن حمكان

90- حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِصْمَةَ بِهَمَذَانَ، فِي شَوَّالٍ سَنَةَ سِتٍّ وأربعين وثلاثمائة، قال: حدثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَحْمُودُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أبي الحسن الجرجاني القاضي قال: حدثنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْهَرَوِيُّ، وَكَانَ مِنَ الْحُكَمَاءِ الْمُتَعَبِّدِينَ قَالَ:
مَنْ كَانَ فِيهِ خَمْسُ خصالٍ فَقَدْ مَتَّعَهُ اللَّهُ بِعَقْلِهِ:
حُبُّ الْفَقْرِ لِقِلَّةِ الْمَؤُنَةِ.
وَحُبُّ الْعَمَلِ لِنَيْلِ الثَّوَابَ.
وَحُبُّ الزُّهْدِ فَرَاغًا لِلْعِبَادَةِ.
وَحُبُّ الْحِكْمَةِ لِصَلاحِ الْقَلْبِ.
وَحُبُّ الْوِحْدَةِ لِمُنَاجَاةِ الرَّبِّ.
91- قَالَ: فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَرَوِيُّ:
خمسٌ من كن فيه استوجبت خَمْسًا:
-[168]-
أَوَّلُهُ: إِذَا حَدَّثَ النَّاسَ لَمْ يَكْذِبْهُمْ.
وَإِذَا وَعَدَهُمْ لَمْ يُخْلِفْهُمْ.
وَإِذَا ائْتَمَنُوهُ لَمْ يَخُنْهُمْ.
وَإِذَا خَالَطَهُمْ لَمْ يَظْلِمْهُمْ.
وَإِذَا غَابَ عَنْهُمْ لَمْ يَغْتَبْهُمْ.
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ محمدٍ: فَأَمَّا الَّذِي يَجِبُ لَهُ عَلَى النَّاسِ:
أَنْ يُحِبُّوهُ بِقُلُوبِهِمْ.
وَأَنْ يَدْعُوا لَهُ بِأَلْسِنَتِهِمْ.
والثالث: أن يعينوه بأنفسهم.
والرابع: أن يواسوه بِأَمْوَالِهِمْ.
وَالْخَامِسُ: أَنْ يُقِرُّونَ لَهُ بِالْفَضْلِ عَلَى أنفسهم.

الصفحة 167