كتاب لوعة الشاكي ودمعة الباكي

إظهار اللطف بلطف الله الخفي، وهمى، ويزول بالقرب ما تم ونم من الغرام ونما، وأرجو ذلك عندما أبدت العينان عندما ولا أقنط من ذلك وإن كان البعاد موجوداً والقرب معدما، ولا أياس من أنس اللقاء فقد يجمع الله الشتيتين بعد ما، لأن قلبي واثق منه بكل جميل، وعنده لي من الحب ما يعجز عن حمل جملته جميل.
ولقد أصبت ساعة الفراق مما أصبت من القلق، وأبدت منه العينان عينين يوقدان ما في الأحشاء من الحرق، واختار كل منا توديع روحه ولا يفارق الخل ويودعه، وأستودعه قمري الذي غدا وفلك الأزرار مطلعه:
وَدَّعْتُه وبِوُدَّي لو يُوَدَّعُنِي ... طِيبُ الحياةِ وأنَّي لا أودَّعُهُ
وكم تشفَّع أنَّي لا أفارِقه ... وللضّروراتِ حالٌ لا تُشَفِّهُ
وكم تشَّبثَ بي خوفَ الفراقِ ضحىً ... وأدُمعي مُسْتَهِلاَّتٌ وأدمُعُهُ

الصفحة 78