كتاب لبيك حج الفقراء

نظر الحجاج في الاتجاه المشار إليه وبينوا له خطأه وهم يمازحونه. أحس هادي حينها بالخجل بعد هفوته تلك غير أنه ولكي يغطي على الحرج الذي أصابه، علق على جدوى هذا الضوء المثبت عاليا وكأنه جعل لإنارة السماء. لم يكن يوجد بين الحضور من كانت له معلومات بحرية كافية لشرح فائدة هذا الضوء، مما جعله يناقش الموضوع معهم وبحدة. كانت أحاديثه التي تصدر عن مخيلته الخصبة وبساطته العفوية والممتعة قد أبهجت الجميع، جلبت له قريحته تعاطف الحجاج الذين رأوا في هادي جلاب سعد. اتفق فوج الحجاج عندما انتهوا من الأكل على أن يهيئوا لهادي، باستعمال البرانس فراشا مؤقتا مع المجموعة. أسعد هادي لفكرة أنهم سيوقظونه باكرا في الصباح للصلاة كما يفعل الأولياء مع أولادهم عندما يرسلونهم إلى المدرسة القرآنية.
كان متلهفا لأجل أن يتذوق نكهة الحياة العائلية التي طالما افتقدها في بونة عندما كان يرى الأطفال يدخلون أو يخرجون من بيوتهم حيث يوجد آباؤهم وأمهاتهم.
كان يفيض عرفانا وتأثرا عندما قرر الحجاج

الصفحة 126