كتاب لبيك حج الفقراء
تخصيص مكان له بينهم كما اقترح إبراهيم غير أنه كان يريد ألا يثشغلهم كثيرا لذلك خاطبهم قائلا:
- أنا لا أريد أن أوسخ برانسكم بقدمي، أستطيع أن أنام بينكم على الأرض كما كنت أفعل مع أصحابي في بونة.
أبدى إبراهيم اهتماما كبيرا بالموضوع الذي فتحه هادي عن ماضيه، كانت الفرصة سانحة كي يشبع فضوله عن حياة الطفل فسأله:
- أين كنت تنام في بونة؟.
على إثر هذا السؤال، رأى هادي أنه من الواجب أن يقص عليهم ماضيه. بدأ يحكي كيف أن والديه أحضراه معهما من دوار داخلي إلى بونة هربا من المجاعة ليتمكن والده من البحث عن عمل وكان هادي صغيرا جدا وقتها.
كان يحتفظ بذكريات غير واضحة عن خيمة بالية كانت ملجأ لهم ليست ببعيدة عن جسر يقطع وادي (السيبوس) (¬1) بجانب مصبه في البحر.
¬__________
(¬1) واد يمر بمدينة عنابة ويصب في البحر. غير بعيد عن المرفأ ومحطة القطار.
الصفحة 127
157