كتاب لبيك حج الفقراء
لقد استحوذت عليه وضعيته الاجتماعية الجديدة وعلاقاته الجديدة.
واستطرد هادي قائلا:
- في البداية عندما كنت صغيرا كان أحد أصدقائي يترك لي علبة مسح الأحذية عندما كان يعمل عتالا في محطات القطار أو في الموانئ، كنت أمسح الأحذية في غيابه وأقسم معه الإيراد والطعام، وفي المساء كنا نذهب لننام مع أصدقاء آخرين لنا، لا أهل لهم مثلنا. في الصيف كنا ننام على عتبة المسجد أما في الشتاء ففي رواق أحد الجمامات. وعندما كبرت قليلا اتخذت لي علبة لمسح الأحذية تركتها بالأمس لآخر أصغر مني سنا ...
قاطع أحد الحجاج الولد وقال له ممازحا:
- وهل الذي ائتمنته علي علبتك سيقتسم معك الإيرادات حين عودتك؟.
رد هادي ضاحكا:
- آه كلا!، لم يكن بيننا أي اتفاق على هذا.
الصفحة 129
157