كتاب لبيك حج الفقراء

كان إبراهيم يتابع القصة باهتمام فسأله مرة أخرى:
- وكيف قررت أن ترحل مع الحجاج؟. رجع الطفل إلى الجدية التي ميزت قصته من البداية وفي تلك اللحظة بدا يفكر كمن يبحث عن إجابة:
- لا أدري ... أول أمس أنا وأصحابي أمضينا يوما ممتعا في حمل أمتعة الحجاج من المحطة إلى الفنادق. وفي المساء، عندما اجتمعنا في رواق الحمام للنوم، تحدثنا عن كل ما رأيناه، عن الحجيج، عن مكة ... قلنا ساعتها، لولا البحر لكان بإمكاننا الذهاب إلى مكة مشيا على الأقدام لأننا لا نستطيع دفع ثمن الرحلة على المركب لفقرنا، لكنني تحديتهم قائلا:
- أنا أستطيع أن أذهب دون أن أدفع أي شيء. وتراهنت مع أصحابي الذين لم يصدقوا ما كنت أقول لهم. لذلك في الصباح راقبت شيخا حاجا رأيته بالأمس يلتحق بمكانه لينام في الحمام نفسه الذي كنا فيه، وعندما رأيته

الصفحة 130