كتاب لبيك حج الفقراء
يخرج بأمتعته سارعت نحوه وعرضت عليه أن أحمل عنه أثقاله من دون أي مقابل. طلبت منه فقط أن يمدني بحبل من فوق المركب حتى يمكنني أن أتسلق به لكنه لم يقبل بذلك فتوسلت إليه حتى قبل. فأنا أعرف جيدا المراكب ومخابئها وأعرف جميع المخابئ لأختفي في أحد المخازن ولولا الجوع والعطش اللذان دفعاني للخروج من مخبئي لما اكتشفوا أمري حتى وصولي إلى جدة.
ختم الإمام حديث الولد قائلا:
- على كل حال فأنت لست بالتعس بل بالعكس، ثم استدار إلى الجماعة مخاطبا إياهم لقد حان وقت صلاة العشاء فالجو أصبح أكثر برودة. حينها قام إبراهيم وهو يستعد للوضوء وقال مؤكدا، وهو يداعب بلطف شعر هادي:
- إن الفتى محتاج إلى الراحة بعد كل ما لاقاه في حياته من آلام وبعد الليلة التي أمضاها في قاع السفينة.
الصفحة 131
157