كتاب لبيك حج الفقراء

أردف الإمام مؤكدا ما قاله إبراهيم:
- كان رسول الله (ص) يسرع في صلاته حتى يخففها على الأم التي يبكي صغيرها، فنحن أيضا سنجعل في صلاتنا هذا المساء حتى يرتاح هادي.
أثرت هذه اللفتة الطيبة في هادي، ومع ذلك كان يريد أن يطول وقت الصلاة ليستمتع بأجوائها الساحرة حتى إنه لم ينس أن يذكر إبراهيم الذي كان يعد له فراشه قائلا:
- لا تنس أن توقظني لصلاة الصبح.
أغمض هادي عينيه حاملا معه في نومه ذكريات هذا اليوم الذي لا ينسى. رد عليه إبراهيم بوجه مبتسم:
- نم ولا تقلق نفسك سأوقظك للصلاة معنا.
عبر المركب الليل على بحر هادئ وهو يؤرجح في لطف الحجيج النائمين. وعندما استيقظ الحجاج مع بزوغ الفجر لم يبق في نفوسهم وحشة الابتعاد عن الأرض، فقد ألفوا المركب والبحر المحيط بهم، بدأت الحركة تدب شيئا فشيئا على المركب، فيسمع همس صلواتهم وحثيث خطواتهم في غدوهم ورواحهم

الصفحة 132