كتاب لبيك حج الفقراء

رد عليه الإمام:
- كل أيام الحج سعيدة، يا حاج إبراهيم، ثم أضاف قائلا:
- تمهل! استمع إلى هذا الصوت الذي يرتل القرآن ...
ألقى إبراهيم السمع وعقب قائلا:
- إنه بحق صوت سماوي.
واصل الرجلان الاستماع حين التحق بهما حجاج آخرون وقد اتكئوا على المترسة.
بدا الصوت وكأنه يخرج من أحد نوافذ السفينة الموجودة أسفل السطح مكان استماع الحجاج، كان الصوت يرتل آيات من سورة نوح حين رفض بعض قومه جراء كبريائهم الانصياع لندائه، الذي لم يجد حتى صدى ليهديهم إلى طريق الله. كان الصوت يرتل الآيات بنبرات مختلفة، فكانت ترتفع مرة متضرعة كأنين نوح ومرة مهتزة لعصيان الكفار الرافضين الاستماع إليه، وأخرى بطيئة، خفيضة وعميقة عند صدور القرار الإلهي المحتوم ضد الضالين والمفسدين. كان الموت يشرح الموضوع وتتخلله مقاطع صمت

الصفحة 134