كتاب لبيك حج الفقراء

أشد قوة من تسلسل الصوت، وعند معاودة التلاوة كان الصوت وباستمرار يأخذ بلب الحجاج. كانوا منبهرين، كانوا يستمعون وأفئدتهم معلقة مع كل مقطع وكلمة يترقبون فترات توقف تخلصهم من الضغط الذي يعصرهم ويدفع بهم في هوة الصمت ثم تراهم يترصدون الصوت الذي يأخذهم من جديد لكن هذه المرة إلى الحل الختامي ...
عندما أطلق الصوت آخر تضرع لنوح إذ سكت بقي الحجاج في انبهارهم يعتريهم شعور بأن عقابا سينزل من السماء كي يضرب شرار الناس. لكن أخذوا أنفاسهم واسترجعوا وعيهم وتهامسوا كلهم بصوت واحد:
- صدق الله العظيم.
كان هادي قد عاد قبل هذا بزمن غير أنه مكث بعيدا عن قصد احتراما لمشاعر الحجاج المشدودة باهتمام نحو الصوت، أحس أن عليه أن يقدم تفسيرا لما حصل فقال:
إن الصوت الذي سمعتموه هو لشيخ من تونس أخبرني بذلك آخرون عندما كنت في الأسفل مارا بمقصورته وهو يغني.

الصفحة 135