كتاب لبيك حج الفقراء
- لم يكن يغني يا بني بل كان يرتل القرآن.
بدا الفتى وكأنه يريد أن يطرح سؤالا غير أنه اكتفى بالقول:
- كان رائعا وكأنه يغني أغنية مصرية.
كان إبراهيم يفكر دائما في ذلك الرجل التونسي لكي يزوده بالمعلومات عن شروط الهجرة إلى المدينة فنهض من مكانه وانطلق بحثا عن الأخبار التقى اثنين من التونسيين أو ثلاثة فسألهم غير أن إجاباتهم لم تشف غليله. لكنه لم ييأس من العثور على أحدهم ليفهمه بطريقة أكثر دقة. انتشرت قصة هادي بين مجموعات الحجيج، وكان إبراهيم سعيدا بتزويد كل من أراد بمعلومات أكثر حول الفتى ومغامرته كمن يريد أن يوفيه حقه جزاء لآلامه الماضية. أما هادي الذي لم يكن معتادا على اهتمام الناس به، فلقد كان سعيدا بهذه الشهره المفاجئة. لكن عندما دق جرس موعد القهوه مذكرا إياه بوجوب الالتحاق بالمطبخ، أحس بالحزن لفراقه الدور البطولي، غير أنه استرجع شعوره بالسعادة لأن صغر سنه كحاج وفقره أكسباه رأفة كل من في المطبخ، حتى إن رئيسه وقف في صفه حين
الصفحة 136
157