كتاب لبيك حج الفقراء

يفعل، كان يحس بفرحة مميزة كمن وجد مدخلا لسعادة عارمة حتى ظن أن مصدرها الجنة. مع نهاية اليوم الثالث انطلاقا من تونس، أعلن البحارة للحجاج الموجودين على السطح أو في الممرات: - خلال هذا النهار سنصل إلى قناة السويس.
بدأ الحجاج الذين كانت لديهم معلومات أكثر عن الموضوع يشرحون للآخرين. في الماضي، كان الحجاج المغاربة يسافرون إما برا وإما بحرا. بحرا كانوا يمرون ببونة وتونس وعند وصولهم إلى بور سعيد، كانوا يأخذون القافلة حتى قناة السويس ثم يستقلون (الشوقدوف) في البحر الأحمر باتجاه جدة، أبدى بعض الحجاج رأيهم معلقين على قصة القناة.
أصبح الأمر في وقتنا الحاضر أكثر يسرا لأن الحجاج يركبون المركب نفسه من الجزائر إلى جدة مباشرة. غير أن بعض الحجاج كان لديهم رأي آخر، إذ يرون أن قناة السويس كانت حجر عثرة أمام استقلال مصر وحتى فلسطين كان هادي قد تابع مقطعا من هذا الحديث بعد مجيئه لصلاة المغرب، إذ شد انتباهه لفظ (شوقدوف) الذي احتار لغرابة نبرته. أراد

الصفحة 139