كتاب لبيك حج الفقراء

شيخ مسن ينتمي إلى مجموعة إبراهيم أن يشرح الأمر للولد إكراما له فقال:
- أمي رحمة الله عليها، كانت قد أدت حجها زمن كان الحجاج يستقلون (الشوقدوف).
كان عبارة عن قارب يتحرك على سطح الماء بفضل أشرعته التي تدفعها الرياح.
رد عليه هادي وهو يضحك:
- وماذا يحدث إن لم يكن هناك رياح؟.
رد الحاج عليه مضيفا:
- إن الله يرسل دائما رياحا للحجاج الذين يقصدون مكة.
لم يشأ هادي أن يصر بعد هذه الملاحظة القاطعة.
في اليوم التالي وبعد صلاة الظهر تم الإعلان عن ظهور اليابسة وحصل غليان كبير فوق المركب. صعد أغلبية الحجاج على السطح وعيونهم متجهة اتجاه مسار المركب، كانوا يحدقون باتجاه خط الأفق الذي اندمجت ألوانه بين زرقة الماء وزرقة السماء، بدأ خط الأس بالاتساع؛ كلما تقدم المركب بدأت أشكال تظهر شيئا فشيئا قاطعة بردائها الباهت امتداد الماء ومع

الصفحة 140