كتاب لبيك حج الفقراء

إحساس الحجاج بأن الأرض خلف هذا الستار، تعالت أصواتهم بالهتاف التقليدي:
-لبيك اللهم لبيك!.
صدر هذا الهتاف من أعماقهم وكأنه في الوقت نفسه نشيد طاعة وعرفان. تعني رؤية الأراضي المصرية للحجاج المغاربة أنهم على وشك بلوغ هدفهم. والآن يعبرون عن فرحتهم التي ملأت نشيد صوتهم المنخفض، وبدوره فإن صوته الطفولي الخافت يصاحب بنبرته الحادة الإنشاد الجماعي للرجال الذي كان أشد انخفاضا حتى مجيء وقت صلاة العصر الذي صرفهم عن هتافهم. عندما عاد الحجاج إلى السطح لمشاهدته اقترابهم من البر، شغل أمر آخر اهتمامهم.
لقد تراءت لأعينهم مدينة مصرية. كان هذا الاسم محملا بالذكريات لكل من على المركب. ذكرى الأزهر، مركز الثقافة والحداثة الإسلامية، الموسيقا الساحرة المعروفة في مدن أهل المركب لأن الأسطوانات المصرية قد غزت الجماهير المغربية واللهجة الشعبية المميزة للقاهريين.
كل هذا أضفى صدى متنوعا بين الحجاج والمدينة التي كانت تبرز الآن فيها المراسي والأحياء.

الصفحة 141