كتاب لبيك حج الفقراء

كان هادي يتأمل الرجل ذا الطربوش وهو يصعد على المركب فاعترف قائلا:
- لم أر في حياتي ربانا كهذا في بونة. ابتسم الحاج لبراءة الولد وخاطبه:
- أكيد لم يكن بإمكانك رؤيته بما أنك لم تدخل أبدا ميناء بونة، بالإضافة إلى هذا فالربان هناك لا يلبس الطربوش.
في هذه الأثناء توقف المركب على بعد أمتار من المرسى مغيرا بذلك موضوع الأحاديث التي كانت تدور بين الحجاج. كانوا على مصب القناة الممتدة
كالشريط نحو الجنوب تساءل بعض الحجيج:
- لماذا توقفنا هنا؟ أوليس لدينا الحق أن نرسو في بور سعيد؟.
انطلق زورق من المرسى بأقصى سرعة وعلى ظهره رجال بطرابيش يرتدون بزات بيضا، ليقترب من المركب. كان الحجاج يتوقعون مفاجأة جديدة، في هذه اللحظة أقبل أحد ضباط المركب واتجه إلى المكان الذي مازال يتدلى منه السلم الذي تسلمه الربان، كان هناك بعض البحارة مختلطين مع الحجاج الذين أمطروهم بوابل من الأسئلة بالعربية ولغة (صبير)

الصفحة 143