كتاب لبيك حج الفقراء
التي هي مزيج من العربية والفرنسية والإسبانية، أو الفرنسية قصد الحصول على تفسير لما يحدث.
جاء ضابط المركب كي يستقبل رجال مصلحة مراقبة القناة وموظفيها، وموظفي المصلحة الصحية والشرطة، استولت هذه اللحظات على فضول الحجاج وعلى أحاديثهم إذ أخذوا يتفحصون الوفود الجديدة التي كان الضابط يستقبلها فوق مركبه. كان انطباعهم أن المصريين يتكلمون الفرنسية بطلاقة ورددوا فيما بينهم وكلهم دهشة:
- صحيح أن مصر هي بلد العلوم، فنحن أهل المغرب ليست لدينا التسهيلات نفسها كي نأخذ حظنا من التعلم.
وازداد أسفهم إذ إنهم لا يستطيعون النزول إلى مدينة بور سعيد والتجول فيها ورؤية أهلها عن قرب والصلاة على الأقل في المسجد الذي لاحت منارته التركية لأنظارهم. انزعج بعض محبي مصر بقولهم:
- في الماضي كان بإمكانهم- أي الحجاج-اجتياز كل البلاد أو الاستقرار فيها إن أرادوا ذلك، أما الآن فليس لدينا حق زيارة مدينة ولو عند التوقف!.
الصفحة 144
157