كتاب لبيك حج الفقراء

تنهد الإمام وهو يخاطب إبراهيم:
- جاء الإسلام غريبا وسيعود غريبا، مذكرا بالمناسبة بحديث معروف. ثم أضاف بعد أن تنبه للوقت:
- يا إخواني أظن أن وقت صلاة العصر قد أزف، فالشمس في دورانها كانت بين منتصف النهار والغروب.
كانت الصلاة قد غيرت مجري الأفكار ومواضيع الأحاديث حتى إن الهدف من الرحلة بدأ يشغل عقول الحجاج الذين تبدأ رحلتهم المقدسة من هذا المكان.
كانت رواية عريقة قد غيرت اسم بور سعيد إلى البر السعيد، وكما حصل للأجيال السابقة من الحجيج، فكثير منهم الآن، مثل إبراهيم كانوا يشعرون بانفعال لوجودهم أخيرا على (الأرض السعيدة). هذه الكلمات أضفت بعدا سحريا وروحانيا في نفس كل حاج، هذه الأرض كانت بالنسبة إليهم الجسر الذي يربط ماضي أرواحهم البعيد بمستقبلها الأكثر بعدا هناك إما في الجنة وإما في النار.
بعد الإجراءات الاعتيادية أخذ المركب وجهته نحو البحر الأحمر، كان الحجاج يبدون أقل اهتماما

الصفحة 145