كتاب لبيك حج الفقراء

فرعون لنرى إن كان فرعون لا يزال هناك؟
كان إبراهيم الذي طرح السؤال نفسه منذ زمن على شيخ حاج كان عند والده، تذكر الإجابة التي ما زالت محفورة في ذاكرته حتى الآن!.
- لا يمكن للمركب أن يقترب أكثر من هذا مخافة أن تسحبه تلك الحفرة الدوامة. كان هادي يستمع إلى إبراهيم وقد ارتسم الانبهار على وجهه لفكرة أن هذه الحفرة المشؤومة لا يفلت منها أحد. كان المركب يشق مياها مائلة إلى الخضرة تنسي الحاج اسم البحر الأحمر ولا تبقي له سوى المنظر الموحش وغير الواضح لضفاف ممتدة في الآفاق البعيدة. كانت تظهر من وقت لآخر على سطح البحر، أمواج وفي أعلاها أضواء وكأن تدفقا مضيئا سرى فجأة على السطح السائل أعجبت تلك الأضواء هادي خاصة في المساء عندما تكون أكثر وضوحا للرؤية.
شرحوا لهادي الأمر بتشبيه تلك الأضواء بأعواد الثقاب عندما تقدح، مع أن الإجابة أعجبت الولد إلا أنه في قرارة نفسه كان لديه إحساس مبهم بأن هناك معجزة مضيئة وضعتها الإرادة الإلهية على الطريق المؤدية إلى الأراضي المقدسة .... لكن فكره

الصفحة 147