كتاب لبيك حج الفقراء

عاد به إلى تلك الأضواء، فسأل إبراهيم وهو على أهبة النوم:
- لماذا يوجد في هذا البحر أعواد ثقاب؟.
فكر المعلم لحظة ثم أجاب الفتى المسترسل في نومه:
- خلق الله كل شيء الماء وأعواد الثقاب.
في اليوم التالي، كان الحجاج يستعدون لحدث متوقع. تحرر هادي نهائيا من الخدمة في المطبخ فلقد كان يمضي وقته في اكتشاف أماكن المركب وزواياه وهو يلاحظ أينما ذهب أن الركاب كلهم يتأهبون بالتحضيرات نفسها؛ فمجموعة من الحجيج كانت تأخذ حماما وأخرى تغتسل. وجميعهم كانوا بين من يقص شعره ويشذب لحيته ويقلم أظافره. أحس الولد أن هناك أمرا غريبا يحدث بسبب هذا الاستعداد غير المألوف فسأل الطفل أول حاج صادفه طامعا في الحصول على إجابة. كان شيخا حليق الرأس تماما، مرتديا قطعة قماش بيضاء معقودة عند حزامه وأخرى موضوعة فوق أحد كتفيه، كان يبدو أنه خرج للتو من غرفة الحمام الساخنة. نظر إليه الشيخ باستغراب ثم أخذ نفسه الذي قطعه ربو مزمن قائلا:

الصفحة 148