كتاب لبيك حج الفقراء

لما رأى حلاق المناسبة الولد قادما ناداه بلطف:
-آه! هلا أتيت إلي لأجعل رأسك يشبه البصلة؟.
فهم هادي المقارنة بين رأس حليق ورأسه الذي اعتاد عليه فرد بإجابة جمعت بين الهزل والجدية:
- أنا أفضل أن تقصر شعري.
كان الإمام قد انتهى من شاربه فتدخل قائلا:
- لقد انتهيت، فتعال كي أخفف من شعرك.
كان يتأمل خصلات شعر الولد التي كانت تغطي عينيه:
- وكأنك لم تذهب عند حلاق قط.
أضاف وهو يطقطق بمقصه وكأنه يهدد شعر هادي الذي كان يبتسم وهو يقدم رأسه إلى الحلاق وهو يجلس على الصندوق الكبير الذي كان قد استعمله ستارا أول مرة عند استنجائه. بدأت خصل الشعر تتساقط، واصل الإمام طقطقة مقصه وهو ينظر إلى الأخاديد التي خلفها في رأس الفتى غير أنه بدا محرجا من النتيجة وهو يرى رأسه قد أصبح أكثر شبها

الصفحة 150