كتاب لبيك حج الفقراء

بجلد عنزة لم تجز أشعارها بشكل جيد. غير أن دوي الصفارة الذي جاء في الوقت المناسب أنقذ كرامة الإمام الحلاق وما تبقى من شعر هادي الذي قفز واقفا وهو يصفق بيديه ويصيح بكل فرح:
- عمي إبراهيم هذا صوت صفارة رابغ!.
توقف الحجاج الذين يقلمون أظافرهم ويشذبون لحاهم وانضموا إلى صياح الولد:
- رابغ .. رابغ ...
كانوا كلهم ينطقون بهذا الاسم الذي أشعل فتيل الهيجان على المركب.
وبطريقة لا شعورية توجه الإمام إلى رفاقه آمرا إياهم:
- ماذا تنتظرون؟ يجب أن نذهب إلى الحمام لكي نرتدي لباس الإحرام، فنحن داخلون إلى الأراضي المقدسة. تقدم ليعطي المثل واتجه إلى المكان المخصص للاغتسال الشعائري للحاج.
مكث هادي في مكانه مترددا وهو يتابع الحجاج بعينيه وهم يتتبعون خطا الإمام.

الصفحة 151