كتاب إغاثة اللهفان في مصايد الشيطان - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)
ورواية منصور عن مجاهد (¬١) وأبي رَوْق (¬٢).
وقال السُّدي: «يقال للرجل إذا كان صالحًا: إنه لطاهرُ الثياب، وإذا كان فاجراً: إنه لخبيثُ الثياب» (¬٣). قال الشاعر:
لَا هُمَّ إنَّ عَامِرَ بن جَهْمِ ... أوْذَمَ حَجًّا في ثِيابٍ دُسْمِ (¬٤)
يعني أنه متدنس بالخطايا، وكما وصفوا الغادر الفاجر بدَنَسِ الثوب، وصفوا الصالح بطهارة الثوب، قال امرؤ القيس:
ثِيابُ بَنِي عَوْفٍ طَهَارَى نَقِيَّةٌ (¬٥)
يريد أنهم لا يغدرون، بل يَفُون.
---------------
(¬١) رواية منصور عن مجاهد أخرجها ابن جرير في تفسيره (٢٣/ ١٢)، والخطابي في غريب الحديث (١/ ٦١٣)، وأبو نعيم في الحلية (٣/ ٢٨١). وعزا الأثر في الدر المنثور (٨/ ٣٢٦) لسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر. وانظر: الأوسط (٢/ ١٣٦).
(¬٢) الذي في تفسير الثعلبي (١٠/ ٦٩) وتفسير البغوي (٨/ ٢٦٤) رواية أبي روق هذا القول عن الضحاك.
(¬٣) انظر: تفسير الثعلبي (١٠/ ٦٩)، وتفسير البغوي (٨/ ٢٦٤)، وتفسير القرطبي (١٩/ ٦٣).
(¬٤) الرجز بلا نسبة في تهذيب اللغة (١٢/ ٣٧٧، ١٥/ ٢٩)، ومقاييس اللغة (٢/ ٢٧٦)، وأساس البلاغة (دسم)، واللسان (دسم، وذم). وأوذمَ أي أوجب على نفسه.
(¬٥) عجزه: وأوجههم بيض المسافر غرّانُ.
انظر: ديوانه (ص ٨٣)، ولسان العرب (ثوب، سفر، طهر، غرر).