كتاب لوائح الأنوار السنية ولواقح الأفكار السنية (اسم الجزء: 1)
والحاصل أن مذهب الحنابلة كسائر السلف أن اللَّه يتكلم بحرف وصوت.
قال العلامة ابن حمدان (¬1) في "نهاية المبتدئين في أصول الدين": "اللَّه تعالى قائل ومتكلم بكلام قديم (¬2) ذاتي وجودي غير مخلوق ولا محدث ولا حادث.
وقال: قال الإمام أحمد رضي اللَّه عنه: لم يزل اللَّه متكلمًا كيف شاء وإذا شاء بلا كيف.
وقال: القرآن كيف تصرف فهو غير مخلوق، ولا نرى القول بالحكاية والعبارة وغلط من قال بهما وجهله، ونصه:
"من قال إن القرآن عبارة عن كلام اللَّه تعالى فقد غلط وجهل".
وقال الناسخ والمنسوخ في كتاب اللَّه تعالى دون العبارة والحكاية، وقال:
¬__________
= وقد صرح أحد وكبره بأن الصوت المسموع صوت العبد.
ثم قال في موضع آخر:
فكان ما قاله الإمام أحمد وغيره من أئمة السنة من أن الصوت صوت العبد موافقًا للكتاب والسنة، قال تعالى: {وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ} [لقمان: 19].
وقال: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ} [الحجرات: 2]، وقال تعالى: {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا} [الكهف: 109].
ففرق سبحانه بين المداد الذي تكتب به كلماته وبين كلماته فالبحر وغيره من المداد الذي يكتب به الكلمات مخلوق وكلمات اللَّه غير مخلوقه.
انظر: مجموع الفتاوى (12/ 74، 136، 137، 211، 302 - 303، 333، 566 - 567).
(¬1) ابن حمدان تقدم (1/ 153).
(¬2) انظر ما تقدم (1/ 208 - 209) حول تسمية كلام اللَّه قديم.