كتاب لوائح الأنوار السنية ولواقح الأفكار السنية (اسم الجزء: 1)

فيه فالحق ليس له مثل ولا شبيه وباللَّه التوفيق (¬1).
(وقد ينكر الجهمي) أي أتباع جهم بن صفوان، وتقدم أنه أخذ مقاله التعطيل، ونفي الصفات عن الجعد بن درهم (¬2)، لكن الجهم أظهر المقالة فنسبت إليه وأخذها الجهم -أيضًا- فيما ذكره سيدنا الإمام أحمد رضي اللَّه عنه عن غيره من أهل الضلال.
قال الجلال السيوطي (¬3) في الأوائل: أول من تفوه بكلمة خبيثة في الاعتقاد يعني في هذه الملة: الجعد بن درهم مؤدب مروان (الحمار) (¬4) آخر ملوك بني أمية فقال: بأن اللَّه تعالى لا يتكلم (¬5).
قال شيخ الإسلام قدس اللَّه سره في الرسالة الحموية: أصل فشو البدع بعد القرون الثلاثة وإن كان قد نبع (¬6) أصلها في أواخر عصر التابعين.

قال: ثم أصل مقالة التعطيل للصفات إنما هو مأخوذ من تلامذة اليهود والمشركين وضلال الصابئين، فإن أول من حفظ عنه أنه قال هذه المقالة في الإسلام هو: الجعد بن درهم، وأخذها عنه الجهم بن صفوان وأظهرها فنسبت اليه (¬7) كما قدمنا ذلك عند قول الناظم: (كما قال أتباع لجهم) (¬8).
¬__________
(¬1) في "ظ" بلغ مقابلة.
(¬2) انظر (1/ 220).
(¬3) السيوطي تقدم (1/ 110).
(¬4) في الأصل: الجبار وهو تحريف.
(¬5) انظر: الأوئل للسيوطي (131 - 132).
(¬6) في "ظ" نفي والمثبت من الأصل.
(¬7) الرسالة الحموية (ص 98) ضمن النفائس.
(¬8) انظر (1/ 219).

الصفحة 279