كتاب لوائح الأنوار السنية ولواقح الأفكار السنية (اسم الجزء: 1)
وأهل النار النار، نادي مناد يا أهل الجنة إن لكم عند اللَّه موعدًا، ويريد أن ينجزكموه فيقولون ما هو؟ ألم يثقل موازيننا ويبيض وجوهنا ويدخلنا الجنة ويجرنا من النار فيكشف الحجاب فينظرون إليه، فما أعطاهم شيئًا أحب إليهم من النظر (¬1) وهى الزيادة.
وقد جاء ذلك عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- من عدة طرق يفيد مجموعها العلم القطعي.
ومنها قوله تعالى: {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (14) كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} [المطففين: 14 - 15].
ووجه الاستدلال بها أنه سبحانه جعل من أعظم عقوبة الكفار كونهم محجوبين عن رؤيته، وسماع كلامه فلو لم يره المؤمنون ولم يسمعوا كلامه كانوا أيضًا محجوبين عنه.
وقد احتج هذه الحجة الإمام الشافعي رضي اللَّه عنه واحتج بها غيره من أئمة الإسلام رضي اللَّه عنهم.
¬__________
(¬1) رواه مسلم في صحيحه في كتاب الإيمان: باب إثبات رؤية المؤمنين في الآخرة ربهم سبحانه وتعالى (1/ 163) رقم (181).
وقد وقع في المخطوطتين أنه من حديث سهل، والصواب صهيب كما أثبتنا من صحيح مسلم وغيره.
كما رواه أبو داود الطيالسي رقم (1315) (ص 186)، وهناد بن السري في الزهد رقم (171)؛ وأحمد في المسند (4/ 333)؛ والترمذي في التفسير سورة يونس رقم (3105) والآجري في الشريعة (261)؛ وابن منده في الرد على الجهمية رقم (175)؛ والحسن بن عرفة في جزئه رقم (240)؛ وأبو نعيم في الحلية (1/ 155)؛ وابن ماجة رقم (187)، وابن خزيمة رقم (258)؛ وابن جرير في تفسيره (11/ 106). وانظر: الدر المنثور (4/ 356) وما بعدها؛ وتفسير ابن كثير (4/ 297) وحادي الأرواح إلى بلاد الأفراح لابن القيم (ص 281 - 283).