كتاب لوائح الأنوار السنية ولواقح الأفكار السنية (اسم الجزء: 1)
وفيه -أيضًا- "حجابه النور لو كشف طبقه لأحرق بسبحات وجهه كل شيء أدركه بصره" (¬1).
قال في النهاية "الطبق كل غطاء لازم على الشيء" (¬2) ولا شك أن السماء غطاء للأرض، وكل سماء فهي غطاء لما تحتها.
و (الدنيا): يعني القربية إلى الأرض، يقال دنى دنوا ودناؤه قرب كأدنى. والدنيا نقيض الآخرة.
(يمن) أي يعطي ويحسن إلى من لا يستثيبه ولا يطلب الجزاء عليه (¬3) ومن أسمائه تعالى المنان وهو المنعم المعطي من المن وهو العطاء لا من المئة وهو من أبنية المبالغة كالسفاك والوهاب.
وفي الحديث أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "ما أحدُ أمنُّ علينا من ابن أبي قحافة" (¬4) يعني الصديق الأعظم رضي اللَّه عنه، أي ما أحدٌ أجودُ بماله وذات يده.
¬__________
(¬1) الحديث رواه مسلم في الإيمان رقم (179)، وابن ماجة في المقدمة رقم (195 - 196) عن أبي موسى لكن ليس فيه ذكر "طبقة"؛ وهذه الرواية ذكرها ابن الأثير في النهاية (3/ 113).
(¬2) النهاية (3/ 113).
(¬3) قال في النهاية (4/ 365): وكثيرًا ما يرد "المن" في كلامهم بمعنى الإحسان إلى من لا يستثيبه ولا يطلب الجزاء عيه، وكال الخطابي في شأن الدعاء (100 - 101)؛ والمن العطاء لمن لا تستثبه، ومنه قوله تعالى: {هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَاب} [ص: 39].
(¬4) الحديث رواه البخاري في الصلاة: كتاب الخوخه والممر في المسجد رقم (466) عن أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه ورواه كذلك من رواية ابن عباس رضي اللَّه عنهما رقم (467)
الصفحة 333
384