كتاب لوائح الأنوار السنية ولواقح الأفكار السنية (اسم الجزء: 1)
فأمره موسى بالرجوع ليخفف منها -أيضًا- فقال -صلى اللَّه عليه وسلم- قد استحييت من مراجحة ربي، ولكن أمضى وأتوكل فسمع النداء من العلي الأعلى، قد شفعت نبي وخففت عن عبادي وأمضيت فريضتي لا يبدل القول لدي، هن خمس وهي خمسون الحسنة بعشرة أمثالها (¬1).
وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لما خلق اللَّه الخلق كتب في كتابه فهو عنده فوق العرش إن رحمتي تغلب غضبي" (¬2).
وفي لفظ كتب في كتابه على نفسه فهو موضوع عنده (إن رحمتي تغلب غضبي) والأحاديث في ذلك كثيرة جدًا.
فمذهب السلف إثبات صفة الإستواء بلا كيف.
¬__________
(¬1) انظر: صحيح البخاري رقم (3207، 3393، 3430، 3887، 7517) (فتح الباري)، ومسلم رقم (164) (62) في الإيمان والنسائي (1/ 178) في الصلاة باب فرض الصلاة.
وانظر: جامع الأصول (11/ 292) وما بعدها، وتفسير ابن كثير (5/ 107) وما بعدها في أول تفسير سورة الإسراء.
(¬2) رواه البخاري (6/ 331) فتح، ومسلم (4/ 2107)؛ وأحمد (2/ 258 - 260، 358، 313، 381) وابن جزيمة في التوحيد (ص 8)، وابن أبي عاصم في السنة (1/ 270)، والدارقطني في الصفات رقم (15)، والبيهقي في الأسماء والصفات (525 - 525)؛ وقد وقع في النسخة "ظ" اضطراب في نص الحديث والمثبت من الأصل.
الصفحة 358
384