كتاب لوائح الأنوار السنية ولواقح الأفكار السنية (اسم الجزء: 2)

بالنسبة إلى من اجتمع بعشرة أو ثلاثة من الصحابة، وبالعلم والزهد وغير ذلك (¬1).
وقد اختلف في أفضل التابعين فقال سيدنا الإمام أحمد وغيره من أهل العلم "أفضل التابعين سعيد بن المسيب" (¬2).
وقال قوم: أفضل التابعين أويس بن عامر ويقال عمرو وكنيته أبو عمرو وهو القرني، واستدلوا له بحديث: "خير التابعين أويس رواه الحاكم عن علي بن أبي طالب (¬3) عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-.
¬__________
(¬1) انظر: معرفة علوم الحديث (41) وما بعدها، والتقييد والإيضاح (ص 274) وما بعدها، وتدريب الراوي (ص 416) وما بعدها، وفتح المغيث (ج 3/ 139) وما بعدها.
(¬2) رواه عن الإمام أحمد بن حنبل عثمان الحارثي النحاس كما في طبقات الحنابلة (1/ 222)؛ وتهذيب الكمال (11/ 73).
وقال ابن الصلاح في مقدمته (ص 283): "وأعجبني ما وجدته عن الشيخ أبي عبد اللَّه بن خفيف الزاهد الشيرازي في كتاب له قال اختلف الناس في أفضل التابعين فأهل المدينة يقولون: سعيد بن المسيب، وأهل الكوفة يقولون: أويس القرني، وأهل البصرة يقولون: الحسن البصري" انتهى.
قال العراقي في الشرح: والصواب ما ذهب إليه أهل الكوفة لما روى مسلم في صحيحه من حديث عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه قال: سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "إن خير التابعين رجل يقال له أويس. . . " الحديث.
قال: "وقد يحمل ما ذهب إليه أهل المدينة وأحمد أيضًا من تفضيل سعيد بن المسيب على سائر التابعين أنهم أرادوا فضيلة العلم لا الخيرية الواردة في الحديث واللَّه أعلم" انتهى.
وانظر: صحيح مسلم بشرح النووي (16/ 94 - 95)؛ وإرشاد طلاب الحقائق له (ج 2/ 614)؛ وفتح المغيث (3/ 143 - 145)؛ وتدريب الراوي (ص 421 - 422).
(¬3) كذا ذكر المؤلف رحمه اللَّه ولم أجده عند الحاكم عن علي رضي اللَّه عنه والذي فيه: عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: لما كان يوم صفين نادى مناد من أصحاب معاوية أصحاب علي أفيكم أويس القرني قالوا: نعم. فضرب دابته حتى دخل معهم ثم قال: سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "خير التابعين أويس القرني" انظر: المستدرك (ج 3/ 402)؛ والحلية (2/ 86).

الصفحة 108