كتاب لوائح الأنوار السنية ولواقح الأفكار السنية (اسم الجزء: 2)
وجزم الكوفيون ومنهم سفيان الثوري بتفضيل علي على عثمان (¬1).
وقيل بالوقف عن التفاضل بينهما وهو رواية عن مالك، فقد حكى أبو بكر المازري (¬2) من المالكية عن المدونة أن مالكًا رضي اللَّه عنه سئل أي الناس أفضل بعد نبيهم فقال: أبو بكر ثم عمر رضي اللَّه عنهما، ثم قال: أو في ذلك شك.
فقيل له: وعلي وعثمان رضي اللَّه عنهما؟ فقال: ما أدركت أحدًا ممن اقتدى به يفضل أحدهما على الآخر (¬3). انتهى.
وفي قول الإمام مالك: "أو في ذلك شك" يؤيد ما صححناه في "شرح الدرة" (¬4) كغيرنا أن تفضيل أبي بكر وعمر رضي اللَّه عنهما على بقية الأمة قطعي,
¬__________
(¬1) قول سفيان في تقديم علي على عثمان أسنده الخطابي عنه في معالم السنن (7/ 18) ثم قال: "وقد ثبت عن سفيان أنه قال في آخر قوليه: "أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي اللَّه عنهم".
وذكر ابن تيمية أنه رجع عنه. انظر: (ج 4/ 426) من الفتاوى ورجوعه إلى تقديم عثمان رواه أبو داود في سننه (ج 5/ 26 - 27).
(¬2) المازري: محمد بن علي بن عمر بن محمد التميمي في المازري المالكي أبو عبد اللَّه محدث من فقهاء المالكية نسبته إلى مازر بجزيرة صقلية ووفاته بالمهدية سنة 536 هـ، من مصنفاته: "المعلم لفوائد مسلم، والمحصول في الأصول، وكتب في الأدب".
انظر: سير أعلام النبلاء (20/ 104)؛ والأعلام (6/ 277).
(¬3) انظر: المدونة الكبرى (ج 4/ 509) والرواية الثانية أنه وافق الجمهور كما ذكر المؤلف.
انظر: الجامع لابن أبي زيد القيرواني (115) والجامع من المقدمات لابن رشد (174 - 175) والبيان والتحصيل (ج 17/ 223 - 224) (ج 18/ 458 - 459).
(¬4) الدرة منظومة للشارح رحمه اللَّه في العقيدة وعدتها مائتا بيت وبضعة عشر واسمها "الدرة المضية في عقد أهل الفرقة المرضية"، وله عليها شرح سماه "لوامع الأنوار البهية لشرح الدرة المضية"، وقد طبع في مجلد كبير.
وانظر ما يشير إليه الشارح في "لوامع الأنوار" (ج 2/ 356).
الصفحة 16
513