كتاب لوائح الأنوار السنية ولواقح الأفكار السنية (اسم الجزء: 2)
وفي حديث أبي هريرة عند مسلم قال عمر بن الخطاب: ما أحببت الإمارة إلا يومئذ. قال فتساورت -أي تطاولت لها- رجاء أن أدعى لها قال: فدعى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- علي بن أبي طالب رضي اللَّه عنه فأعطاه إياها وقال إمشي ولا تلتفت حتى يفتح اللَّه عليك قال فسار علي شيئًا ثم وقف ولم يلتفت فصرخ برسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- على فإذا أقاتل الناس؟ قال: قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا اللَّه وأن محمدًا رسول اللَّه فإذا فعلوا فقد منعوا منك دمائهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على اللَّه" (¬1).
وفي الصحيحين عن سهل بن سعد الساعدي "أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وجد عليًا مضطجعًا في المسجد وقد سقط رداؤه عن شقه فأصابه تراب فجعل النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يمسحه عنه ويقول: قم أبا تراب قم أبا تراب" (¬2).
فلذلك كانت هذه الكنية أحب الكنى إليه لأنه -صلى اللَّه عليه وسلم- كناه بها.
وقد قال عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه: علي رضي اللَّه عنه أقضانا (¬3) أخرجه ابن سعد.
وأخرج الحاكم عن ابن مسعود رضي اللَّه عنه قال: "أقضى أهل المدينة علي" (¬4).
¬__________
(¬1) رواه مسلم رقم (2405) في فضائل الصحابة باب من فضائل علي رضي اللَّه عنه.
وقد رواه البخاري ومسلم من رواية سلمة بن الأكوع رضي اللَّه عنه. انظر: جامع الأصول (8/ 656).
(¬2) أخرجه البخاري في صحيحه في فضائل أصحاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (ج 7/ 87 - 88) رقم (3703) ومسلم في فضائل الصحابة رقم (2409).
(¬3) أخرجه ابن سعد في الطبقات (2/ 339).
(¬4) أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 135) وابن سعد في الطبقات (2/ 339) وانظر الاستيعاب (8/ 155) وما بعدها، وأسد الغابة (4/ 100).
الصفحة 32
513