كتاب لوائح الأنوار السنية ولواقح الأفكار السنية (اسم الجزء: 2)
قال الخطابي في قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "نضر اللَّه امرءًا" بتشديد الضاد المعجمة وتخفيفها (¬1).
ورواه الإمام أحمد (¬2)؛ وابن ماجة (¬3)؛ والطبراني (¬4) من حديث جبير بن مطعم قال: سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قول -بالخيف- خيف منى-: "نضر اللَّه عبدًا سمع مقالتي فحفظها ووعاها وبلغها من لم يسمعها، فرب حامل فقه لا فقه له، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ثلاث لا يغل (¬5) عليهن قلب مؤمن: إخلاص العمل للَّه والنصيحة لأئمة المسلمين ولزوم جماعتهم فإن دعوتهم تحفظ من ورائهم".
وفي لفظ رواية الطبراني: "تحيط" (¬6) بياء بعد الحاء وأحد إسنادي الإمام
¬__________
(¬1) معالم السنن للخطابي (5/ 253) قال: وأجودها: التخفيف قلت: وانظر ما يتعلق بهذا الحديث رواية ودراية كتاب الشيخ عبد المحسن العباد: "دراسة حديث نضر اللَّه امرءًا سمع مقالتي. . . " رواية ودراية.
(¬2) في المسند (4/ 80، 82).
(¬3) في سننه رقم (231).
(¬4) في المعجم الكبير (2/ 130 - 131) من عدة طرق.
(¬5) يغل: بكسر الغين مع ضم الياء ومع فتحها فعلى الضم هو من الإغلال وهو الخيانة وعلى الفتح من الغل وهو الحقد.
ومعنى هذه الجملة قال فيه التوربشتي: إن المؤمن لا يخون في هذه الثلاثة الأشياء ولا يدخله ضغن يزيله عن الحق حتى يفعل شيئًا من ذلك.
وقال الزمخشري: إن هذه الخلال بستصلح بها القلوب فمن تمسك بها طهر قلبه من الغل والفساد.
راجع: دراسة حديث "نضر اللَّه امرءًا" (ص 192).
(¬6) وهي الرواية المشهورة ولعل تحفظ تصحيف.
ومعناه: أن دعوتهم عامة تشمل من وراءهم من المسلمين.
قال ذلك الشيخ محمد خليل هراس في تعليقه على الترغيب (1/ 117 - 118). =