كتاب لوائح الأنوار السنية ولواقح الأفكار السنية (اسم الجزء: 2)

(ونظر) (¬1) عواقبها وعلم ما يؤول إليه من الخطأ والصواب.
وأصحاب الرأي عند الفقهاء هم أصحاب القياس والتأويل كأصحاب أبي حنيفة، وأصحاب أبي الحسن الأشعري -رحمهم اللَّه تعالى- (¬2) وهم (ضد أصحاب الظاهر (من) (¬3) داود بن علي الأصبهاني) وأبي محمد بن حزم ومن اتبعهما.
وأما أصحاب التأويل فهم ضد أصحابنا من أتباع المأثور والمرور كما جاء عن الشارع مع التفويض (¬4) واعتقاد التنزيه عن التمثيل والتشبيه، فإن اللَّه تعالى {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11].
وقد أنشد ابن حزم (¬5) رحمه اللَّه لنفسه (¬6):
من عذيري من أناس جهلوا ... لم ظنوا أنهم أهل النظر
ركبوا الرأي عنادًا فسروا ... في ظلام تاه فيه من غبر
¬__________
(¬1) ساقطة من "ظ".
(¬2) في الكلام هنا شيء من الغموض والمعروف أن أهل الرأي هم: أبو حنيفة وأصحابه وغيرهم من الفقهاء.
وأهل التأويل هم أصحاب الأشعري وغيرهم ممن عرف عنهم تأويل نصوص الصفات، واللَّه أعلم.
(¬3) كذا في الأصل، ولعل الصحيح: كداود بن علي. . .
وقد جاءت العبارة في نسخة "ظ" هكذا: وهم من أصحاب الظاهرى من دون اتباع الأصبهاني. . . إلخ والمثبت من الأصل.
(¬4) سبق أن بينا أن التفويض ليس مذهب السلف وأن مذهبهم الإثبات والإقرار بما جاء عن اللَّه مع نفي الكيفية والتشبيه، وقد سبق إيضاح ذلك. انظر (1/ 350).
(¬5) تقدمت ترجمة ابن حزم (1/ 145).
(¬6) انظر: الأبيات في الوافي (1/ 311).

الصفحة 360