كتاب لوائح الأنوار السنية ولواقح الأفكار السنية (اسم الجزء: 2)

وأخرج ابن سعد (¬1) عن أيوب بن موسى مرسلًا قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إن اللَّه جعل الحق على لسان عمر وقلبه، وهو الفاروق فرق بين الحق والباطل" (¬2) فعبد اللَّه جهرًا ولم يعبد جهرًا قبل ذلك (¬3).
وقد أخرج البخاري وغيره عن ابن مسعود رضي اللَّه عنه قال: ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر (¬4).
وأخرج ابن سعد عنه -أيضًا- قال: كان إسلام عمر فتحًا وكانت هجرته نصرًا وكانت إمامته رحمة ولقد رأيتنا وما نستطع أن نصل إلى البيت حتى أسلم عمر فقاتلهم حتى تركوا سبيلنا (¬5).
وقال حذيفة بن اليمان رضي اللَّه عنه لما أسلم عمر كان الإسلام كالرجل المقبل لا يزداد إلا (قربًا) (¬6) ولما قتل كان الإسلام كالرجل المدبر لا يزداد إلا بعدًا (¬7)؛ وكان إسلام أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه في السنة السادسة من البعثة
¬__________
(¬1) ابن سعد: محمد بن سعد بن منيع أبو عبد اللَّه البغدادي كاتب الواقدي ومصنف الطبقات الكبرى والصغرى وغير ذلك محدث مؤرخ حافظ حجة، توفى سنة ثلاثين ومائتين. سير أعلام النبلاء (10/ 664).
(¬2) أخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 270) ومن طريقه ابن الأثير في أسد الغابة (4/ 151) إلى قوله: فرق بن الحق والباطل مرسلًا كما ذكره المؤلف.
(¬3) هذه الزيادة ليست في الطبقات.
(¬4) رواه البخاري في صحيحه في كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب عمر ابن الخطاب (7/ 51) رقم (3684) وفي مناقب الأنصار باب إسلام عمر (7/ 215) رقم (3863).
(¬5) أخرجه ابن سعد في الطبقات (ج 3/ 270).
(¬6) في النسختين: لا يزداد إلا قوة وما أثبتنا من مصادر النص.
(¬7) أخرجه ابن سعد في الطبقات (ج 3/ 272) وابن أبي شيبة (12/ 39) والحاكم في المستدرك (3/ 84) وابن الأثير في أسد الغابة (4/ 152) وصححه الحاكم ووافقه الذهبي =

الصفحة 4