كتاب لوائح الأنوار السنية ولواقح الأفكار السنية (اسم الجزء: 2)

هى أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها تبارك وتعالى ومني وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب" (¬1).
وهذه لعمر اللَّه خاصية (¬2) لم تكن لسواها.

ومن خصائص عائشة رضي اللَّه عنها أنه لم يتزوج بكرًا غيرها (¬3) وأنها كان ينزل الوحي على النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وهو في لحافها (¬4) ولما أنزل اللَّه آية التخيير بدأ بها فخيرها وقال لها "فلا عليك أن لا تعجلى حتى تستأمري أبويك" فقالت: أفي هذا أستأمر أبوي؟ فإني أريد اللَّه ورسوله والدار الآخرة. فاستن بها بقية أزواجه -صلى اللَّه عليه وسلم- ورضي عنهن (¬5).
ومن أعظم خصائصها أنها كانت أحب أزواج رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إليه، كما ثبت عنه -صلى اللَّه عليه وسلم- في الصحاح والمسانيد والسنن (¬6).
¬__________
(¬1) رواه البخاري رقم (3820) (ج 7/ 166) في مناقب الأنصار، باب تزوبج النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- خديجة وفضلها رضي اللَّه عنها، ومسلم رقم (2432) في فضائل الصحابة باب فضائل خدجة أم المؤمنين رضي اللَّه عنها.
(¬2) في الأصل خاصة والمثبت من "ظ" ولعله الصحيح.
(¬3) أخرج البخاري عن عائشة رضي اللَّه عنها قالت: قلت يا رسول اللَّه أرأيت لو أنك نزلت واديًا فيه شجرة قد أكل منها، ووجدت شجرة لم يؤكل منها فأيهما كنت ترتع بعيرك؟ قال: "الشجرة التي لم يؤكل منها" قالت: فأنا هي تعني أن رسول اللَّه لم يتزوج بكرًا غيرها، رواه البخاري (9/ 23) رقم (5077) في النكاح باب نكاح الأبكار.
(¬4) البخاري (ج 7/ 134) رقم (3775) في فضائل الصحابة باب فضل عائشة رضي اللَّه عنها ومسلم رقم (2441 - 2442) في فضائل الصحابة باب فضل عائشة رضي اللَّه عنها.
(¬5) أخرجه البخاري (ج 8/ 379) رقم (4785) في التفسير باب {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا} [الأحزاب: 28] ومسلم رقم (1475 - 1478) (ج 2/ 1105) في الطلاق باب بيان أن لخبير امرأته لا يكون طلاقًا إلا بالنبة.
(¬6) عن عمرو بن العاص رضي اللَّه عنه قال سألت النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- من أحب الناس إليك؟ قال: =

الصفحة 72